49عاماً من العطاء بدأها الأب المرحوم حمدي شاور من رحاب البلدة القديمة في القدس الشريف وتحديداً في سوق باب خان الزيت في العام 1967، فكان ذلك المحل البسيط بداية لحكاية نسجها الحج شاور وابنيه بلال وجمال لتستمر بعطاء وتميز لا يضاهى بثمن حتى يومنا هذا.
لكن محاولت الاحتلال الإسرائيلي تهويد البلدة القديمة منذ ذلك الحين وقفت أمام استمرار المشروع؛ مما اضطر الحاج شاور وابنيه إلى إيجاد محل جديد بعيداً عن الميدنة المقدسة، فكانت الوجهة إلى داخل بلدة الرام وتحديدا في عمارة المقاصد، إلا أن هذا الانتقال لم يجد رواجاً في ذلك الوقت بسبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، مما اضطر الحاج شاور وابنيه إلى الانتقال إلى الوجهة التي مثلت أبرز نجاح وهي الشارع الرئيسي لبلدة الرام ، ومنذ ذلك الحين بدأ أبناء الحاج شاور بتطوير العمل، فكان بلال ذو الثلاثة عشر ربيعاً قد بدأ مشواره في تطوير خبراته في هذا العمل المميز مع أخيه جمال في حياة أبيهاما الحاج حمدي شاور.
ولعل محل كل شيء شهي على شارع القدس رام الله الرئيسي كان قمة النجاح في قصة الحاج شاور وابنيه، فكان المحل يتوسط بين القدس ورام الله ليسمح لجميع الفلسطينيين بالمجيء إلى المحل طلباً للمأكولات الشهية والمقبلات التي يقدمها، وحظي المحل في تلك الفترة بازدهار ملموس مقارنة بمحل البلدة القديمة؛ لكن الاحتلال الإسرائيلي وقف مرة أخرى أمام استمرار هذا النجاح، فبعد بناء حاجز قلنديا العسكري وفصل القدس عن الضفة الغربية وحاجة القادمين من مناطق فلسطين سواء في الشمال أو الجنوب إلى المجيء عبر الطرق الالتفافية للوصول إلى المحل في شارع رام الله القدس، اضطر الحاج بلال إلى النزوح إلى قرية الطيرة في رام الله ليستمر هذا النجاح أباً عن جد، فلم يستسلم الحاج بلال وأخوه لخطط الاحتلال الإسرائيلي بتحقيق الشرخ الذي تنوي تكوينه داخل المدن والقرى الفلسطينية، وبقي هذا الاسم لامعاً ل49 عاماً ونراه الآن يزين شوارع طيرة رام الله .
الحاج بلال شاور استفاد من خبرة أبيه لمدة 15 عاماً، ليبدأ بعدها مشواره وحيداً بعد وفاة والده، وتحديداً في العام 2005. والآن وبعد 13 عاماً من العمل المنفرد ما زال اسم كل شيء شهي علماً بارزاً وماركة مسجلة تحسب للحاج بلال شاور الذي عمل على تطوير مجال العمل ليدخل إليه الوصفات التي انفرد بصناعتها كالمتبل الشامي الذي مزج فيه بين الطعم التقليدي للمقدوس مع إضافات شملت الفلفل الملون،الثوم وبالطبع زيت الزيتون البلدي؛ دون أن ننسى الشنكليش والشمن والمقدوس المتبل.
وأضحت وصفات الحاج بلال شيئاً يميز كل شيء شهي أكثر من السابق، فتميز بصناعة الساندويشات اللذيذة بأنواعها المختلفة، لدرجة اختراعه للساندويش " كوكو لوكو" الذي يتميز بطعم الجداج الممزوج بالزعتر البلدي الفلسطيني.
في رحاب القدس، ومن ثم إلى بلدة الرام والآن في الطيرة، وما زال اسم كل شيء شهي علماً بارزاً وماركة مسجلة تحسب للحاج حمدي شاور وابنيه بلال وجمال شاور ، لتخلد رحلة بدأت في العام 1985 وما زالت مستمرة حتى اليوم.
https://www.facebook.com/kul.She.Shahe/